Wednesday 6 January 2010

من وحي فيلم الفرح

لن أتحدث عن أداء الممثلين او الإخراج أو سياق الدراما في الفيلم ولكن ما جعلني أكتب هو ذلك الإحساس الذي تملكني مع انتهاء الفيلم فهو إحساس غريب لم استطع أن أجزم أنه فيلم عبقري وجديد ومبتكر ولم استطع أن أنكر ذلك ، ففكرة الحي الشعبي العشوائي ليست جديدة بل أصبحت في كثير من الأفلام لدرجة جعلتها أشبه بالمتاجرة بأوجاع الناس في مقابل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة، وفي نفس الوقت وجدت في بعض القصص من الجديد ماجعلني اندهش من جرأة تناوله، ولكن ما جذب انتباهي أكثر هو فلسفة "ماذا لو

التي دارت حولها احداث الفيلم ،
أي ماذا لو لم يحدث ماحدث ففي حياتنا جميعا نقطة فاصلة في الأحداث إما ان نستغلهاأو أن نتركها ونمضي في الطريق الذي بدأناه
ونظل دائما نلوم أنفسنا ماذا لو لم نترك الفرصة
ويزداد الامر تأثيرا عندما يكون الطريق الذي نمشي فيه طريق خاطئ
وتأتينا النقطة الفاصلة فنتحداها ظنا منا أنها تعطل هدفنا الأساسي لا تراجعنا ونكابر ونأبى المراجعة ونتمسك أكثر بالطريق لتتضاعف الاخطاء بهذا الإصرار والعند البشري الموجود في كل الطبقات
فأحداث الفيلم لوكانت حدثت في حي راقي وبين أفراد طبقة ارستقراطية لتطابق تصرفهم مع هؤلاء ممن ينتمون الى الطبقة العشوائية
ولكن الفرق هو تكلفة الرجوع وهل من الممكن تحملها أم أن الواقع يجعلنا نرجئ القرار ونحن نعلم أن التكلفة تتراكم آملين أن ينقذنا الموت من الندم على ما اخترنا
فكرة الفيلم كلها تدور حول أن الخطأ الصغير ينمو ويولد اخطاء كثيرة في طريقه يزداد تماسكهاوترابطها كلما زاد اصرارناعلى تحقيق الهدف الأوحد الذي رسمناه في البداية، لتكون هذه الأخطاء في النهاية هي القنبلة التي ستنفجر في وجهنا وليس الانجاز الذي سعينا لتحقيقه وراهنا بكل مانملك على قدرتنا على انجازه
فكرة بسيطة لكن في السياق الزمني والمكاني للفيلم وفي نوعية الاخطاء ماجعلني اخرج من الفيلم غير آسفة على وقت مشاهدته

0 comments: